حملة "خبز للجميع" مبادرة توفر مادة أساسية لأسرة محتاجة

في مخبز في بيادر وادي السير، قررت أم محمود أن تشتري 5 ربطات من الخبز وتضعها على رف حمل لافتة "هذا الخبز مخصص لمن لا يستطيع شراءه".
أم محمود، التي كان في نيتها دفع "صدقة" عن ابنها المريض، ارتأت بأن تضع الخبز على هذا الرف بدون أن تسبب الإحراج للشخص الذي ستساعده وهي "تسهم في توفير مادة أساسية لأسرة محتاجة بدون أن يعرف أي شخص بذلك"، وبالتالي "يكون الأجر أكبر وأعظم عند الله".
وترى أم محمود بأن هذه الطريقة سهلة ومضمونة بحيث تصل المساعدة للمحتاج بسرعة ومباشرة.
يأتي هذا في الوقت الذي بات فيه عدد المخابز التي انضمت لحملة "خبز للجميع" والتي أطلقت قبل حوالي 3 أشهر، يتجاوز الـ50 مخبزا في مختلف مناطق المملكة.
وتوفر حملة "خبز للجميع" التي أطلقت في 23 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي الخبز للفقراء بالمجان عبر تخصيص أرفف في بعض المخابز لتوزيع الخبز على الذين لا يملكون النقود لشراء قوتهم اليومي من الخبز.
وتحرص هذه الحملة على أن تكون علاقة المتبرع بالمحتاج بشكل مباشر، بدون أن يكون هناك وسيط لإيصال المساعدة، فأي شخص "مقتدر" يقوم بدفع قيمة كمية من الخبز توضع على رف مخصص في المخبز الذي ينضم للحملة، وترفع على هذا الرف لافتة كتب عليها "هذا الخبز مجاني لمن لا يستطيع شراءه".
وتقول نادين معايعة، وهي من القائمين على الحملة، إنّ الحملة انتشرت بشكل واضح وقد تمت تغطية منطقة وادي السير بالكامل، فيما هناك مخابز اشتركت مع الحملة في مرج الحمام ومخيم الحسين وصويلح ومنطقة وسط البلد والهاشمي الشمالي وأم البساتين واتسعت لتشمل مخابز في الرمثا وإربد والزرقاء والعقبة، فيما تعمل الحملة حاليا على تغطية مخابز في الجنوب وتحديدا في محافظة معان من خلال إيجاد متبرعين يتكفلون بتوفير الخبز في مخابز هناك.
وتشير معايعة الى أنّ الحملة تلاقي رواجا كبيرا حتى أن هناك حملة في السعودية أطلقت مؤخرا تحت اسم "خبز للمحتاجين"، متأثرين بتجربة حملة "خبز للجميع".
وتذكر معايعة أن عدد المستفيدين من الحملة يكاد يتجاوز الـ100 محتاج يوميا، وهو رقم بات يتزايد مع ازدياد عدد المخابز المساهمة في الحملة.
يشار إلى أنّ هناك تعاونا كبيرا من قبل أصحاب المخابز، كما أنّ هناك إقبالا من قبل المواطنين بشكل كبير، خصوصا أنّ الحملة تركت الباب مفتوحا بين المتبرع والمحتاج لتكون العلاقة بينهما مباشرة، فيما تضمن صورة المساعدة التي يتلقاها المحتاج له الكرامة وعدم الإحراج، فيكون تقديم المساعدة بصورة "تلقائية وعفوية".
وتشير معايعة الى أنّ الحملة كشفت أنّ هناك فعلا من لا يستطيع توفير لقمة الخبز لأولاده، خصوصا في المناطق البعيدة عن عمان.
وتؤكد معايعة أن الحملة تقوم بمتابعة المخابز أولا بأول ويتم الاتصال مع كل واحد بشكل دوري لمعرفة ما إذا كان هناك متبرعون دائمون أم لا، وتتم متابعة أي مخبز تتوقف لديه المساعدات والتبرعات من الخبز الذي يضعه على الرفوف المخصصة.
وكان القائمون على الحملة أنشأوا في وقت سابق صفحة على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك تحت اسم "حملة خبز للجميع"، كما قاموا مؤخرا بعمل موقع إلكتروني خاص بالحملة عنوانه www.bread4all.com، وخصصوا رقما مباشرا للرد على أي استفسار وهو 0797533901.
وتؤكد معايعة أن الحملة كانت مبادرة ذاتية تلقائية خارج الأطر الإدارية والمؤسسية والهيكلية "فكل فرد يتكفل من خلال تحديد مبلغ معين لشراء خبز يوميا أو أسبوعيا أو شهريا ووضعه على رف خاص لهذه الغاية".
وقالت إن الحملة تحفز على القيام بعمل خيري بدون السعي الى جمع تبرعات أو مساعدات ويكتفي المتبرع بوضع ما يشتريه من الخبز على الرف المخصص لهذا البيع.الغد